للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال اللَّه تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} التوبة: ٦٥.

قال أبو جعفر: يقول تعالى جل ثناءه لنبيه محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-: ولئن سألت يا محمد هؤلاء المنافقين عما قالوا من الباطل والكذب، ليقولن لك انما قلنا ذلك لعبا، وكنا نخوض فى حديث لعبا وهزوا، يقول اللَّه لمحمد -صلى اللَّه عليه وسلم- قل يا محمد أباللَّه وآيات كتابه ورسوله كنتم تستهزؤن، ثم أيد تفسيره هذا بعدة آثار اختار منها هذا الاثر الذى يعتبر أقرب الى الصحة. قال: حدثنا علي بن داود، قال: ثنا عبد اللَّه بن صالح، قال: ثنا الليث، قال: ثنى هشام بن سعد عن زيد بن أسلم (١) عن عبد اللَّه


(١) زيد بن أسلم عن ابن عمر مرسل ذكره العلائي فى جامع التحصيل ورقة ٦٣/ ١ انظر المدلسين لابن حجر ص ٣.
قلت إن هذا الاسناد حسن لغيره لان فيه عبد اللَّه بن صالح كاتب ليث بن سعد وهو صدوق كثير الغلط وقد وجد للاسناد المذكور شواهد ومتابعات أخرجها ابن جرير الطبرى عن قتادة وعكرمة مولى ابن عباس وعن مجاهد بن جبر المكى. انظر الدر المنثور للسيوطى (٢٥٤/ ٣) فإنه نسب اخراج هذه الرواية الى ابن جرير الطبرى وابن أبى حاتم وأبى الشيخ وابن مردويه. انظر تفسير القرطبى (١٩٦ - ١٩٨/ ٨) وأسباب النزول لعلى الواحدى ص ١٦٩ - ١٧٠ والسيوطى ١١٩ - ١٢٠. والتسهيل فى علوم التنزيل للكلبى (٨٠ - ٨١/ ٢) والتفسير الكبير للرازى (١٢١ - ١٢٢/ ١٦) والكشاف للزمخشرى (٥٥٩ - ٥٦٠/ ١) والبحر المحيط لابى حيان (٦٦/ ٥) وروح المعانى للالوسى (١٣٠ - ١٣١/ ١٠) قال الالوسى: "قد كفرتم" أى أظهرتم الكفر بإيذاء الرسول =

<<  <   >  >>