قلت: تعقيب ابن جرير الطبرى على قتادة فى تفسيره: قد يكون وجيها نظرًا لما ذكره. إلا أن تخلف النساء فى الغزوات كان كثيرا جدا بالنسبة للرجال الذين كانوا يتخلفون، ومن هنا يجوز لنا أن نقول إنما ذكره قتادة بن دعامة السدوسى فهو المراد إن شاء اللَّه تعالى واللَّه تعالى أعلم بالصواب. قال ابن كثير فى تفسيره: (٢١٧/ ٤) مع البغوى قال ابن عباس: أى الرجال الذين تخلفوا عن الغزاة. وقال قتادة: {فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ} أى مع النساء قال ابن جرير: وهذا لا يستقيم لأن جمع النساء لا يكون بالياء والنون. . . الخ ثم رجح قول ابن عباس رضي اللَّه عنهما. قلت: إن اسناد الاثر الذى روى عن طريقه قول ابن عباس اثر ضعيف جدا وواه وهو مروى عن طريق مسلسل الضعفاء الذى يقال له: تفسير العوفى. وقال القرطبى فى تفسيره: (٢١٨/ ٨) وقال الحسن: مع النساء والضعفاء من الرجال فغلب المذكر. وقيل فاقعدوا مع الفاسدين، من قولهم فلان خالفه أهل بيته إذا كان فاسدا فيهم. من خلوف فم الصائم. ومن قولك خلف اللبن، أى فسد بطول المكث فى السقاء. ثم قال القرطبى: وهذا يدل على أن استصحاب المخذل فى الغزوات لا يجوز اهـ. انظر زاد المسير لابن الجوزى (٤٨٠/ ٣).