قال ابن هشام فى سيرة ابن إسحاق (١٦٢/ ٤): وضرب عبد اللَّه بن أبيّ مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عسكره، أسفل منه نحو ذباب، وكان فيما يزعمون ليس بأقل العسكرين انتهى كلامه. انطر عقد الثمين فى فتوح الهند ص ١٢. قلت: إنه قول مردود. حتى ابن إسحاق عبر بنفسه عن كلمة فيها رد على من يقول بذلك القول. قال الحافظ فى الفتح: (٨٣ - ٨٩/ ٨): وقد نقل، عن أبى زرعة الرازى أنهم أى عسكر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كانوا فى غزوة تبوك أربعين الفا، وقال: ولا تخالف الرواية التى فى الإكليل اكثر من ثلاثين ألفا، لاحتمال أن يكون من قال: أربعين ألفا جبر الكسر. قلت: قد جاء النقل، عن أبى زرعة متغايرا، فذكر النووى عنه فى شرح مسلم (١٠٠/ ١٧) كما سبق سبعين الفا، ولم يتكلم الحافظ على هذه الرواية فى الفتح، بل أشار الى الرواية التى فيها أربعون الفا، فكأن الرواية التى نقلها النووي عن أبى زرعة والتى فيها سبعون الفا أما لم يطلع علها الحافظ واما لم تصح عنده واللَّه أعلم. وقال الحافظ: وكان الذين تخلفوا بضعة وثمانين رجلا. ذكر الواقدى فى مغازيه (٩٩٦/ ٣) ان هذا العدد كان من منافقى الانصار، وان المعذرين من الاعراب كانوا أيضا اثنين وثمانين رجلا من بنى غفار، وغيرهم، وان عبد اللَّه بن أبى ومن أطاعه من قومه كانوا من غير هؤلاء. كانوا عددا كثيرا اهـ قلت: مهما يكن من الامر. فإن عدد المتخلفين لم يكن متساويا مع من اشترك فى هذه الغزوة واللَّه تعالى أعلم بالصواب.=