للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن ينثره فى الصدقات، فسخر منه رجال وقالوا: واللَّه إن اللَّه ورسوله لغنيان عن هذا، وما يصنعان بصاعك من شيء. ثم أن عبد الرحمن بن عوف: رجل من قريش من بنى زهرة، قال لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: هل بقى من أحد من أهل هذه الصدقات؟ فقال: لا، فقال عبد الرحمن بن عوف: إن عندى مئة أوقية من ذهب فى الصدقات، فقال له عمر بن الخطاب أمجنون أنت؟ فقال: ليس بى جنون، فقال: أتعلم ما قلت؟ فقال: نعم، مالي ثمانية آلاف: أما أربعة آلاف فاقرضها ربى، وأما أربعة آلاف فلي، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: بارك اللَّه لك فيما أعطيت وفيما أمسكت، وكره المنافقون فقالوا: واللَّه ما أعطى عبد الرحمن عطيته الا رياء، وهم كاذبون، انما كان به متطوعا، فأنزل اللَّه عذره، وعذر صاحبه المسكين الذى جاء بالصاع من التمر قال اللَّه فى كتابه: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} الآية (١).


(١) تفسير ابن جرير الطبرى- (١٩٤ - ١٩٥/ ١٠).
قلت: ان هذا الاسناد من أكثر الاسانيد دورانا فى تفسير الطبرى وهو اسناد مسلسل بالضعفاء من اسرة واحدة، وهو معروف عند أهل التفسير بتفسر العوفي.
انظر الدر المنثور للسيوطى (٢٦٣/ ٣). وفتح القدير للشوكانى (٣٦٨/ ٢). وفتح البيان للسيد صديق حسن خان (١٤٦/ ٤).
ولا يحتج به عند المحدثين مطلقا واللَّه أعلم. وأما المعنى فقد روى من عدة طرق صحيحة.
* * *

<<  <   >  >>