للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جهادهم أموالهم، وفى قتالهم أنفسهم، وبذلوها {اولئك} يقول: وللرسول وللذين آمنوا معه الذين جاهدوا بأموالهم وأنفسهم الخيرات، وهي خيرات الآخرة، وذلك نساءها وجناتها ونعيمها (١).

قال أبو جعفر: وذكر أن هذه الآية نزلت فى عائذ بن عمرو المزنى، وقال بعضهم: فى عبد اللَّه بن مغفل. ثم قال ذكر من قال: نزلت


(١) تفسير ابن جرير الطبرى (٢٠٨ - ٢٠٩/ ١٠).
قال الإمام ابن كثير تحت هذه الآية: لما ذكر اللَّه تعالى ذم المنافقين وبين هنا ثناءه على المؤمنين ومالهم فى الآخرة من نعيم مقيم فقال: {لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا} الى آخر الآيتين من بيان حالهم ومآلهم وقوله: {وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ} أى فى الدار الآخرة فى جنات الفردوس والدرجات العلى انظر التفسير لابن كثير مع البغوى (٢٢٢/ ٤) والقاسمى فى تفسيره (٣٢٢٩/ ٨). وفتح القدير للشوكانى (٣٧٢/ ٢) وروح المعانى للالوسى (١٥٦ - ١٥٧/ ٢٠) والكشاف للزمخشرى (٥٦٤/ ١). والبحر المحيط لابى حيان (٨٣/ ٥) والتفسير الكبير للرازى (١٥٧ - ١٥٨/ ١٦) وكتاب التسهيل لعلوم التنزيل (٨٢/ ٢) وقال السيد قطب فى ظلال القرآن: (١٠٥/ ١٠) وهم طراز آخر غير ذلك الطراز {جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ} فنهضوا بتكاليف العقيدة، وأدوا واجب الإيمان، وعملوا للعزة التى لا تنال بالقعود {وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ} خيرات الدنيا والآخرة، فى الدنيا لهم العزة ولهم الكرامة ولهم المغنم ولهم الكلمة العالية، وفى الآخرة لهم الجزاء الاوفى ولهم رضوان اللَّه الكريم.
قلت: هذه عزة وكرامة مثالية لا ينالها مسلم الا بتضحية كاملة مرسومة رسمها اللَّه تعالى فى كتابه والنبى -صلى اللَّه عليه وسلم- فى سنته. انظر فتح البيان لصديق حسن خان (١٧٤/ ٤).

<<  <   >  >>