للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال أبو جعفر:

ذكر من قال: نزلت الآية فى ابن مغفل.

حدثنى محمد بن سعد، قال: ثنى أبى قال: ثنى عمى، قال: ثنى أبى عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى}. . الى قوله: {حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ} وذلك أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أمر الناس أن ينبعثوا غازين معه، فجاءته عصابة من أصحابه، فيهم عبد اللَّه بن مغفل المزنى، فقالوا: يا رسول اللَّه احملنا، فقال لهم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: واللَّه ما أجد ما أحملكم عليه، فتولوا ولهم بكاء، وعزّ عليهم أن يجلسوا عن الجهاد، ولا يجدون نفقة، ولا محملا فلما رأى اللَّه حرصهم على محبته ومحبة رسوله، أنزل اللَّه عذرهم فى كتابه، فقال: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ}. الى قوله: {فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} (١).


= ذكر القولين الماوردى. قلت: لا مانع من هذه الثلاثة الاقوال وقد تكون الاقوال الثلاثة المذكورة مرادة فى الآية واللَّه أعلم. انظر تفسير ابن كثير مع البغوى (٢٢٤/ ٤) فانه رجح الاثر المقطوع الذى معنا. انظر لباب النقول فى اسباب النزول للسيوطى ص ١٢٢. والبحر المحيط لابى حيان (٨٤ - ٨٥/ ٥).
قلت: لم يعتد بهذا الاثر المقطوع فى أسباب النزول إلا أنه يستأنس به واللَّه تعالى أعلم بالصواب. انظر الدر المنثور للسيوطى (٢٦٧/ ٣) والشوكانى فى فتح القدير (٣٧٤/ ٢) والاسماء والصفات للبيهقى ٣٢١.
(١) تفسير ابن جرير الطبرى (٢١١/ ١٠).=

<<  <   >  >>