للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فسرت ذات ليلة معه، ونحن بالاخضر قريبا، من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، والقى اللَّه علينا النعاس، فطفقت أستيقظ، وقد دنت راحلتى من راحلة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فيفزعنى دنوها منه، مخافة أن اصيب رجله فى الغرز، فطفقت أحوز راحلتى عنه، حتى غلبتنى عيني فى بعض الطريق، ونحن فى بعض الليل، فزاحمت راحلتي راحلة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ورجله فى الغرز، فما استيقظت الا بقوله حس، فقلت: يا رسول اللَّه، استغفر لى، فقال: سر، فجعل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يسألنى عمن تخلف من بنى غفار، فأخبره به، فقال: وهو يسألنى: ما فعل النفر الحمر الطوال الثطاط؟ فحدثته بتخلفهم. قال فما فعل النفر السود الجعاد القصار؟ قلت: واللَّه ما أعرف هؤلاء منا، قال: بلى، الذين لهم نعم بشبكة شدخ، فتذكرتهم فى بني غفار، لم أذكرهم حتى ذكرت أنهم رهط من أسلم، كانوا حلفاء فينا، فقلت: يا رسول اللَّه، اولئك رهط من أسلم، حلفاء فينا فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: ما صنع أحد أولئك -حين تخلف أن يحمل على بعير من أبله امرأ نشيطا فى سبيل اللَّه، ان أعز أهلي عليّ أن لا يتخلف عني المهاجرون من قريش والانصار، وغفار، وأسلم (١).


(١) سيرة ابن هشام (١٧٢ - ١٧٣/ ٤) ومجمع الزوائد (١٩١ - ٦٩٣/ ٦) ومسند أحمد.
قلت: هذه الرواية أوردها ابن كثير فى تاريخ البداية والنهاية (١٨ - ١٩/ ٥) ولم يتكلم عليها لعلها مأخوذة من مغازى محمد بن مسلم بن شهاب الزهري وقد ذكرها صاحب كشف الظنون فى =

<<  <   >  >>