للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا التمسته له، بمعنى: بغيت له وكذلك عكمتك وحلبتك بمعنى: حلبت لك وعكمت لك، وإذا أرادوا عنتك على التماسه وطلبه، قالوا: أبغيتك كذا وأحلبتك وأعكمتك أى أعنتك عليه. ثم ساق أثرا الى مجاهد يعين فيه أسماء بعض المنافقين الذين تعنى بهم الآية إذ قال: حدثنى محمد بن عمرو قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبى نجيح، عن مجاهد: {وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ} يبطئونكم، قال: رفاعة بن التابوت وعبد اللَّه بن أبيّ بن سلول. وأوس ابن قبظي (١).


(١) تفسير ابن جرير الطبرى (١٤٤/ ١٠).
قلت: أثر مجاهد أثر صحيح الاسناد وقد مر مرارا، ولا يخفى فى هذا هو الإمام فى التفسير وقال السيوطى فى الدر المنثور (٢٤٧/ ٣): وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد فى قوله {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا} قال: هؤلاء المنافقون فى غزوة تبوك سلّى اللَّه نبيه والمؤمنين فقال: ما يحزنكم لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا: إلا شرا. ثم ذكر السيوطى أثر مجاهد. ونسب إخراجه الى ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبى الشيخ انظر التفسير الكبير لفخر الرازى (٨٠/ ١٦) وزاد المسير لابن الجوزى (٤٤٧/ ٣) وتفسير ابن كثير (٣٦١/ ٣) وفتح القدير للشوكانى (٣٤٩/ ٣) وقال محمد الكلبى: فى التسهيل (٧٧/ ٢): وروى إنها نزلت فى عبد اللَّه بن أبيّ بن سلول وأصحابه من المنافقين وقال القرطبى: فى تفسيره (١٥٦/ ٨): هذه الآية تسلية للمؤمنين فى تخلف المنافقين عنهم والخبال: الفساد والنميمة وإيقاع الإختلاف والأراجيف وهذا استثناء منقطع، أى ما زادوكم قوة ولكن طلبوا الخبال. قلت قد يكون المعنى لا يزيدونكم فيما يترددون فيه من الرأى إلا خبالا، فلا يكون الاستثناء منقطعا واللَّه أعلم.

<<  <   >  >>