للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال اللَّه تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ} التوبة: ٤٩.

وذكر أن هذه الآية نزلت فى الجد بن قيس. ويعنى جلّ ثناءه بقوله {وَمِنْهُمْ}: ومن المنافقين {مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي} أقم فلا أشخص معك {وَلَا تَفْتِنِّي} يقول: ولا تبتلنى برؤية نساء بنى الأصفر وبناتهم، فإنى بالنساء مغرم، فأخرج وآثم بذلك. وبذلك من التأويل تظافرت الأخبار عن أهل التأويل ثم ساق أبو جعفر الاسناد الى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بقوله حدثنى محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبى نجيح، عن مجاهد، فى قول اللَّه تعالى {ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي} قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اغزوا تبوك تغنموا بنات بنى الأصفر ونساء الروم فقال الجد: ائذن لنا، ولا تفتنا بالنساء (١).


= وقال ابن جريج: أراد اثنى عشر رجلا من المنافقين وقفوا على ثنية الوداع ليلة العقبة ليفتكوا بالنبى -صلى اللَّه عليه وسلم- انظر تفسير زاد المسير لابن الجوزى (٤٤٧/ ٣) وقال ابن كثير (٣٦١/ ٢): وذلك أول مقدم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- المدينة فرمته العرب عن قوس واحد وحاربته يهود المدينة ومنافقوها فلما نصره اللَّه يوم بدر أعلى كلمته قال عبد اللَّه بن أبيّ وأصحابه هذا أمر قد توجه فدخلوا فى الإسلام ظاهرا ثم كلما أعز اللَّه الإسلام وأهله غاظهم ذلك وساءهم ولهذا قال تعالى: {حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ} قلت: تشير الآية الكريمة الى ما كان عليه المنافقون من حسد وحقد نحو الدعوة المحمدية منذ أن أعلنها الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- بمكة ونشرها بالمدينة وهم يضعون العراقيل والعقبات فى سبيل نشرها وانتشارها. انظر فتح القدير للشوكانى (٣٥٠/ ٢).
(١) تفسير ابن جرير (١٤٨/ ١٠) =

<<  <   >  >>