قال الإمام ابن كثير فى تفسيره (٢٢١/ ٤) مع تفسير البغوى: يذم اللَّه تعالى وينكر على المتخلفين عن الجهاد الناكلين عنه مع القدرة عليه ووجود السعة والطول واستأذنوا الرسول فى القعود عن الغزوة. . . إلخ. وقال القرطبى فى تفسيره (٢٢٣/ ٨): انتدب المؤمنون الى الإجابة وتعلل المنافقون: فالأمر للمؤمنين باستدامة الإيمان وللمنافقين بإبتداء الإيمان {وان} فى موضع النصب أى بأن آمنوا إلخ وقال: ابن الجوزى فى زاد المسير (٤٨١ - ٤٨٢/ ٣) قوله تعالى {وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ} هذا عام فى كل سورة وقال مقاتل: المراد بها سورة (البراء) وقوله تعالى: {أَنْ آمِنُوا} أى: بأن آمنوا وفيه ثلاثة أوجه: أحدها: استدعوا الإيمان والثانى: افعلوا فعل من آمن. والثالث: آمنوا بقلوبكم كما آمنتم بألسنتكم، فعلى هذا يكون الخطاب للمنافقين. قلت: قول ابن الجوزى وجيه عندى لأنه خبر عام عن المنافقين فى حال نزول الوحي على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وما يطرأ عليم من الخوف والاضطراب وليس هذا عند نزول البراءة فقط وإنما عند نزول الوحي مطلقا. * * *