قلت: إن فى هذا الاسناد انقطاعا بين على بن أبى طلحة وبين ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنه ولو لم يكن هنا انقطاع لكان الأثر حسن الاسناد واللَّه تعالى أعلم وقد أشار إليه السيوطى فى الدر المنثور (٣٦٦/ ٣) بقوله أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس فى قوله أولوا الطول قال: أهل الغنى. انظر تفسير القرطبى (٢٢٣/ ٨) وزاد المسير لابن الجوزى (٤٨٢/ ٣) وتفسير البغوى مع ابن كثير (٢٢١/ ٤). وروح المعانى للألوسى (١٥٦/ ١٠) وفتح البيان للسيد صديق حسن خان القنوجى (١٧٤/ ٤) وفتح القدير للشوكانى (٣٧١ - ٣٧٢/ ٢) والبحر المحيط لأبى حيان (٧٢/ ٥). وقال السيد قطب فى ظلال القرآن (١٠٥/ ١٠) مشيرا الى رواية ابن عباس: أهل الغنى والسعة الذين يملكون وسائل الجهاد والبذل. جاءوا ليتقدموا الصفوف كما تقتضيهم المقدرة التى وهبها اللَّه لهم، وشكر النعمة التى أعطاها اللَّه إياهم ولا ليتخاذلوا ويعتذروا ويطلبوا أن يقعدوا مع النساء لا يذودون عن حرمة ولا يدفعون عن سكن، دون أن يستشعروا ما فى هذه القعدة الذليلة من صغار وهوان، ما دام فيها السلامة، وطلاب السلامة يحسون بالعار، فالسلامة هدف الراضين بالدون إلخ. قلت: ألقى نظرة عابرة على العالم الإسلامى فوجده عالة على العالم الغربى أو الشرقى، وليس له استقلال ذاتى حتى يتمكن من أداء رسالته التى انيطت إليه منذ أول يوم طلعت فيه شمس الحرية الحقيقة.