للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والعذاب، ومن قال {عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ} فضم، لم يقل هذا رجل السوء بالضم، والرجل السوء، ثم قال أبو جعفر: والصواب من القراءة فى ذلك عندنا بفتح السين، بمعنى: عليهم الدائرة التى تسوءهم سوءا، كما يقال هو رجل صدق، على وجه النعت (١).

قال اللَّه تعالى: {وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} التوبة: ٩٩.


(١) تفسير ابن جرير الطبرى (٤ - ٥/ ١١).
قلت: أثر عبد الرحمن بن زيد بن أسلم العدوى أثر معضل إلا إذا كان لهذا الأثر إسناد آخر متصل. وابن زيد هذا ضعيف قال الحافظ فى التقريب (٤٨٠/ ١) ضعيف من الثامنة مات سنة ١٨٢/ ت - ق. انظر الدر المنثور للسيوطى (٢٦٩/ ٣) فإنه نسب إخراج هذا الأثر الى ابن أبى حاتم. وقال ابن الجوزى فى زاد المسير (٤٨٨ - ٤٨٩/ ٣): فى قوله تعالى: {عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ} قرأ ابن كثير، وأبو عمرو بضم السين، وقرأ نافع، وعاصم وابن عامر، وحمزة، والكسائي: والسوء بفتح السين، انظر وجوه الأعراب وتوجيهها فى التفسير الكبير للرازى (١٦٥ - ١٦٦/ ١٦) وروح المعانى للألوسى (٥ - ٦/ ١١). وانظر ما قال ابن حيان فى البحر المحيط (٩٠ - ٩١/ ٥) وفتح البيان للسيد صديق حسن خان (١٨٤ - ١٨٥/ ٤).
قلت: الصواب من القراءة ما رجحه ابن جرير الطبرى لأن فيه معنى النعت وهى أرجح أوجه القراءات واللَّه تعالى أعلم بالصواب.

<<  <   >  >>