قال ابن الجوزى فى زاد المسير (٤٨٩/ ٣). قوله تعالى: {وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ} قال ابن عباس: وهم من أسلم من الأعراب، مثل جهينة وأسلم، وغفار وفى قوله: {وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ} قولان: أحدهما: فى الجهاد. والثانى: فى الصدقة. فأما القربات، فجمع قربة، وهي: ما يقرب العبد من رضي اللَّه ومحبته. قال ابن كثير فى تفسيره (٢٢٨/ ٤) مع البغوى: هذا هو القسم الممدوح من الأعراب وهم الذين يتخذون ما ينفقون، فى سبيل اللَّه قربة يتقربون بها عند اللَّه، ويبتغون بذلك دعاء الرسول لهم {أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ} أى ألا إن ذلك حامل لهم {سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} وقال الرازى فى تفسيره (١٦٨ - ١٧١/ ١٦): المراد بصلوات الرسول: دعاءه لهم واستغفاره لأن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يدعو للمتصدقين بالخير والبركة. ويستغفر لهم. كقوله "اللهم صل على آل أبى أوفى" وقال تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} فإذا كان ما ينفق سببا لحصول القربات والصلوات، ثم ذكر الرازى فى هذه الآية خمس مسائل تتعلق بالإنفاق فى سبيل اللَّه. انظر الكشاف للزمخشرى (٩١/ ٥). =