قلت: إن هذا الأثر مقطوع من كلام مجاهد بن جبر المكى وقد صح الاسناد إليه. انظر الدر المنثور للسيوطى (٢٧١/ ٣) فإنه أشار الى أثر مجاهد نسب إخراجه الى ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم. قال ابن الجوزى فى زاد المسير (٤٩٢ - ٤٩٣/ ٣): فى قوله تعالى: {سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ} فيه عشرة أقوال: ١) أن العذاب الأول فى الدنيا، وهو فضيحتهم بالنفاق، والعذاب. ٢) عذاب القبر، قاله ابن عباس، وعذاب فى الدنيا بإقامة الحدود عليهم. ٣) إن أحد العذابين: الزكاة التى تؤخذ عنهم، والآخر: الجهاد الذى يؤمرون به. قاله الحسن. قلت: هذا غير وجيه واللَّه تعالى أعلم. ٤) الجوع، وعذاب القبر، رواه شبل عن ابن نجيح عن مجاهد، وبه قال أبو مالك. ٥) الجوع - والقتل رواه سفيان عن ابن أبى نجيح عن مجاهد، وبه قال ابن قتيبة: ٦) قال أيضا: القتل، والأسر. ٧) أنهم عذبوا بالجوع مرتين، رواه خصيف عن مجاهد. ٨) أن عذابهم فى الدنيا بالمصائب فى الأموال، والأولاد، وفى الآخرة بالنار قاله ابن زيد: ٩) أن الأول: عند الموت، تضرب الملائكة وجوههم، وأدبارهم، والثانى: فى القبر بمنكر ونكير، قاله مقاتل بن سليمان. ١٠) أن الأول بالسيف، والثانى عند الموت، قاله مقاتل بن حيان. انظر تفسير القرطبى (٢٤١/ ٨) وفتح البيان للسيد صديق حسن خان (١٧٩ - ١٩٠/ ٤) والتفسير لابن كثير مع البغوى (٢٣١/ ٤). قلت: قد يكون هناك أنواع العذاب فى الدنيا والآخرة وقد أريد كل هذه التى ذكرها المفسرون، واللَّه تعالى أعلم بالصواب.