وذكر أن هذه الآية، نزلت فى رجلين من المنافقين قالا ما حدثنا به محمد بن سعد، قال: ثنى أبى، قال: ثنا عمى: قال: ثنى أبى، قال عن أبيه عن ابن عباس، قوله:{سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا} .. الى {بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} وذلك أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قيل له: ألا تغزوا بنى الأصفر، لعلك أن تصيب بنات عظيم الروم، فإنهم حسان؟ فقال رجلان: قد علمت يا رسول اللَّه أن النساء فتنة، فلا تفتنا بهن، فأذن لنا، فأذن لهما، فلما انطلقا، قال أحدهما: إن هو إلا شحمة لأول آكل، فسار رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولم ينزل عليه فى ذلك شيء، فلما كان ببعض الطريق نزل عليه وهو على بعض المياه {لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ} ونزل عليه {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ}، ونزل عليه {إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} فسمع ذلك رجل ممن غزا مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأتاهم وهو خلفهم، فقال: أتعلمون أن قد نزل على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بعدكم قرآن؟ قالوا: ما الذى سمعت؟ قال: ما أدرى، غير أنى سمعت أنه يقول: إنهم رجس، فقال رجل يدعى معشيا: واللَّه لوددت أنى أجلد مائة جلدة، وأنى لست معكم، فأتى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: ما جاء بك؟ فقال: وجه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- تسفعه الريح، وأنا فى الكن، فأنزل اللَّه عليه:{وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي}، {وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ} ونزل