للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليه فى الرجل الذى قال: لوددت أنى أجلد مائة جلدة قول اللَّه تعالى {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ} فقال رجل مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لئن كان هؤلاء كما يقولون: ما فينا خير، فبلغ ذلك رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال له: أنت صاحب الكلمة التى سمعت؟ فقال: لا والذى أنزل عليك الكتاب، فأنزل اللَّه فيه {وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ} وأنزل اللَّه فيه {وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} (١).


(١) تفسير ابن جرير الطبرى (٢ - ٣/ ١١).
قلت: لا يصح هذا الاسناد لأنه مبنى على سلسلة الضعفاء، انظر الدر المنثور للسيوطى (٢٦٨/ ٣) فإنه أشار الى هذه الرواية ونسبها الى ابن جرير الطبرى وابن أبى حاتم، وأبى الشيخ، ورواية أخرى مماثلة عن السدى.
وقال القرطبى فى تفسيره (٢٣١/ ٨). وقال ابن عباس: أن لا تكلموهم. وفى الخبر أنه قال عليه الصلاة والسلام لما قدم من تبوك: ولا تجالسوهم ولا تكلموهم. {إِنَّهُمْ رِجْسٌ} أى عملهم رجس، والتقدير: إنهم ذو رجس، عملهم قبيح.
قلت: وأى مانع من أن يكون هؤلاء المنافقون رجسا؟ ثم قال: {وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ} أى منزلهم ومكانهم. انظر تفسير ابن كثير مع البغوى (٢٢٦ - ٢٢٧/ ٤).
قال أبو حيان فى البحر المحيط (٨٩/ ٥): قيل: إن هذه الآية من أول ما نزل فى شأن المنافقين فى غزوة تبوك، وكان قد اعتذر بعض المنافقين، ثم ذكر أبو حيان رواية ابن عباس التى أخرجها ابن جرير الطبرى عن طريق العوفى. وهى رواية ضعيفة واهية لا تقوم بها الحجة. انظر الكشاف =

<<  <   >  >>