قلت: إن هذا الاسناد ضعيف مع انقطاعه لأن سنيد بن داود ضعيف وابن جريج لم يلق عبد اللَّه ابن عباس وقد مر بكم هذا البحث فى مثل هذا الاسناد. قال القرطبى فى تفسيره (٢٥٧/ ٨): {وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} يعنى أبا عامر الراهب، وسمى بذلك لانه كان يتعبد، ويلقن العلم، فمات كافرا بقنسرين بدعوة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فإنه كان قال للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: لا أجد قوما يقاتلونك لأقاتلنك معهم، فلم يزل يقاتله الى يوم حنين، فلما انهزمت هوازن خرج الى الروم يستنصر، وأرسل الى المنافقين وقال: استعدوا بما استطعتم من قوة وسلاح الخ وقال ابن الاعرابى: لا يقال: إلا أرصدت، ومعناه ارتقبت. وقال ابن الجوزى فى زاد المسير (٥٠٠/ ٣): والارصاد: الانتظار فانتظروا به مجيء أبى عامر، وهو الذى حارب اللَّه ورسوله من قبل ببناء مسجد الضرار. وقال الرازى فى التفسير الكبير (١٩٣/ ١٦): المراد بالآية أبو عامر الفاسق والد حنظلة الذى غسلته الملائكة، وسماه الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- الفاسق وقد كان قد تنصر فى الجاهلية، وترهب وطلب العلم، فلما خرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عاداه، لأنه زالت رياسته. قال الطبرى فى تفسيره (٢٤/ ١١) حدثنا محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبى نجيح، عن مجاهد، والذين اتخذوا مسجدا ضرارا كفرا، قال: المنافقون ممن حارب اللَّه ورسوله لابى عامر الراهب. قلت: اسناد هذا الأثر صحيح وليس بينهم انقطاع والأثر مقطوع من كلام مجاهد ابن جبر المكى.