قلت: إن هذا الاسناد حسن بعد دراسة رجاله كلهم ثقات إلا الحسن بن يحيى بن الجعد، صدوق، وقد مر بكم ترجمته قريبا. انظر التقريب (١٧٢/ ١). وقال أبو حيان فى البحر المحيط (٩٨ - ٩٩/ ٥) وانتصب ضرارا على أنه، مفعول من أجله، أى مضارة لإخوانهم أصحاب مسجد قباء تعاونا بهم، فأرادوا أن يفترقوا عنه وتختلف كلمتهم، إذا كان ممن كان يجاوز سجدهم، يصرفونه إليه، وذلك داعية الى صرفه عن الإيمان. ثم قال أبو حيان: ارصادا أى اعدادا لاجل من حارب اللَّه ورسوله وهو أبو عامر الراهب، وسماه الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- الفاسق وكان سيدا فى قومه، ولم يزل مجاهرا بذلك وقال لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: بعد محاورة لا أجد قوما يقاتلونك إلا قاتلتك معهم فلم يزل يقاتله، فلما فتح مكة هرب الى الطائف، فلما أسلم أهل الطائف، هرب الى الشام يريد قيصرا مستنصرا على الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- فمات وحيدا طريدا حزينا بقنسرين الخ ولا حاجة بنا أن نطول قصته. انظر قصة هذا الفاسق فى تفسير القرطبى (٢٥٧/ ٨). * * *