قلت: انظر النووى على مسلم (٢١٤ - ٢١٦/ ٥) ثم قال الحافظ: وفى ذهنى أن أبا داود انكره على اسحاق. قلت: لم يذكر الحافظ وجه الانكار الذى ذكره أبو داود على اسحاق بن راهويه ثم قال الحافظ: (كأنه سلم لابى داود) ولكن له متابع رواه الحاكم فى الأربعين له، عن أبى العباس، محمد بن يعقوب عن محمد بن اسحاق الصنعاني، عن حسان بن عبد اللَّه، عن الفضل بن فضالة، عن عقيل عن ابن شهاب، عن أنس، أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس، أخر الظهر الى وقت العصر، ثم نزل، فجمع بينهما، فإذا زاغت الشمس قبل أن يرتحل، صلى الظهر، والعصر، ثم ركب، وهو فى الصحيحين من هذا الوجه بهذا السياق، وليس فيهما: والعصر، وهى زيادة غريبة صحيحة الاسناد، وقال الحافظ وقد صححه المنذرى من هذا الوجه، والعلائي وتعجب من الحاكم كونه لم يورده فى المستدرك، وله طريق أخرى رواها الطبرانى فى الأوسط، حدثنا محمد بن إبراهيم ابن نصر بن شبيب الاصبهانى، ثنا هارون بن عبد اللَّه الحمال، ثنا يعقوب بن محمد الزهرى، حدثنا محمد بن سعدان، ثنا ابن عجلان، عن عبد اللَّه بن الفضل، عن أنس بن مالك أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا كان فى سفر فزاغت الشمس، قبل أن يرتحل، صلى الظهر والعصر جميعا، وإن ارتحل قبل أن تزيغ الشمس، جمع بينهما فى أول العصر، وكان يفعل ذلك فى المغرب والعشاء، وقال: تفرد به يعقوب بن محمد.