للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أيهما قال: حتى استسقى الناس، ثم قال: "يوشك يا معاذ، ان طالت بك حياة أن ترى هاهنا قد ملئ جنانا" (١).


(١) صحيح مسلم كتاب الفضائل (٦٠ - ٦١/ ٧).
قلت: وجه الدلالة على وجه تسمية الغزوة معروف من ورود (كلمة عين تبوك) فى الحديث. والحديث أخرجه مالك فى موطأه (٢٤٧/ ٢). والإمام أحمد فى مسنده (٢٣٧ - ٢٣٨/ ٥) -وابن حبان فى صحيحه (١٤٥/ ١). قال الحافظ فى الفتح (٨٤/ ٨): وتبوك، المشهور فيها عدم الصرف للتأنيث، والعلمية، ومن صرفها، أراد الموضع، ووقعت تسمتها بذلك فى الأحاديث الصحيحة، منها حديث مسلم انكم ستأتون غدا عين تبوك. وكذا أخرجه أحمد، والبزار، من حديث حذيفة.
وقيل: سميت بذلك: لقوله -صلى اللَّه عليه وسلم- للرجلين اللذين سبقاه، الى العين، مازلتما تبوكونها، منذ اليوم، قال ابن قتيبة: فبذلك سميت تبوك، والبوك كالحفر انتهى.
قلت: ابن قتيبة هذا هو عبد اللَّه بن مسلم بن قتيبة أبو محمد صاحب التصانيف صدوق قليل الرواية، قال الخطيب فى تاريخه (١٧٠/ ١٠): كان شقة دينا فاضلا، وقال الحاكم: أجمعت الأمة، على أن القتيبى كذاب، قال الذهبي فى الميزان (٥٠٣/ ٢) رادا على الحاكم على زعمه: هذه مجازفة قبيحة، وكلام من لم يخف اللَّه، ثم قال الذهبى: ورأيت فى مرآة الزمان، أن الدارقطنى قال: كان ابن قتيبة يميل الى التشبيه، منحرف عن العترة، وكلامه يدل عليه وقال البيهقى: كان يرى رأى الكرامية، وقال ابن المنادى: مات فى رجب سنة ٢٧٦ هـ. من هريسة سخنة، فأهلكته. انظر لسان الميزان (٣٥٧ - ٣٥٩/ ٣) وكتاب العلو للذهبي ١٤٥ - ١٤٦ قال القرطبي فى تفسيره (٢٨٠/ ٨): انما قيل لها: غزوة تبوك لأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رأى قوما من أصحابه، يبوكون حسي تبوك، =

<<  <   >  >>