للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أصحابكم وجئتمونا، فوجدوا فى أنفسهم من ذلك حرجا، وأقبلوا من البادية كلهم، حتى دخلوا على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال اللَّه: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ} يبتغون الخير {لِيَتَفَقَّهُوا} وليسمعوا ما فى الناس، فأنزل اللَّه بعدهم {وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ} الناس كلهم {إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (١)}.


(١) تفسير ابن جرير الطبرى (٦٦ - ٦٧/ ١١).
قلت: أثر مجاهد صحيح الاسناد. وهو مقطوع من كلامه رحمه اللَّه تعالى. قال السيوطى فى الدر المنثور (٢٩٣/ ٣): أخرج ابن أبى شيبة، وابن جرير وابن المنذر، وابن أبى حاتم، وأبو الشيخ، عن مجاهد فى قوله تعالى {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً} الآية ثم ذكر الحديث. انظر فتح القدير للشوكانى (٣٩٧/ ٢).
قال الشوكانى: اختلف المفسرون فى معنى {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً} فذهب جماعة الى أنه من بقية أحكام الجهاد، لأنه سبحانه وتعالى لما بالغ فى الأمر بالجهاد والانتدب الى الغزو، كان المسلمون إذا بعث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- سرية الى الكفار ينفرون جميعا، ويتركون المدينة خالية، فأخبرهم اللَّه سبحانه وتعالى بهذا الخبر. انظر تفسير القرطبى (٢٩٥/ ٨) وزاد المسير لابن الجوزى (٥١٦ - ٥١٧/ ٣) وقال الرازى فى تفسيره (٢٢٥ - ٢٢٨/ ١٦): نقل عن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنه أنه عليه الصلاة والسلام كان إذا خرج الى الغزو، لم يتخلف عنه إِلا منافق أو صاحب عذر، فلما بالغ اللَّه سبحانه وتعالى عن عيوب المنافقين فى غزوة تبوك، قال المؤمنون: واللَّه لا نتخلف عن شئ من الغزوات مع الرسول عليه الصلاة والسلام، ولا عن سرية فلما قدم الرسول عليه الصلاة والسلام المدينة، وأرسل السرايا الى الكفار، نفر المسلمون جميعا الى الغزو وتركوه وحده بالمدينة، فنزلت الآية.
قلت: لم أجد له سندا صحيحا ثابتا إنما هذه الرواية منقطعة أخرجها ابن جرير الطبرى فى تفسيره (٦٧/ ١١) وهى لم تكن حجة فى المسئلة إنما يستأنس بها إن شاء اللَّه تعالى.

<<  <   >  >>