للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال أبو جعفر: وقال آخرون: معنى ذلك: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً} جميعا الى عدوهم، ويتركوا نبيهم -صلى اللَّه عليه وسلم- وحده.

ثم قال: حدثنى يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: قوله: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً} قال: ليذهبوا كلهم، فلولا نفر من كل حى، وقبيلة طائفة، وتخلف طائفة ليتفقهوا فى الدين ليتفقه المتخلفون مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فى الدين، ولينذروا قومهم يعنى المتخلفين النافرين إذا رجعوا إليهم، لعلهم يحذرون (١).


= وانظر الدر المنثور للسيوطى (٢٩٢ - ٢٩٣/ ٣) وقال أبو جعفر أيضًا ٦٧/ ١١ حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنى حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد نحو حديثه عن المثنى عن أبى حذيفة، غير أنه قال: فى حدثه ما نراكم إلا قد تركتم صاحبكم وقال: ليتفقهوا ليسمعوا ما فى الناس.
قلت: هذا الأثر فيه ضعف لأن سنيد الذى هو حسين بن داود المصيصي ضعيف وكان يلقن شيخه حجاج بن محمد المصيصى. انظر التقريب (٣٣٥/ ١).
(١) تفسير ابن جرير الطبرى (٦٧/ ١١).
قلت: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم العدوى هو مفسر كبير، وإن كان هو ضعيفا فى الحديث إلا أن لرأيه هذا وقوله وجهة نظر قوية. وسوف يأتى فيما بعد أثر علي بن أبى طلحة عن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنه فى هذا الموضوع وهو يؤيد رأيه واللَّه تعالى أعلم. وهذا الأثر ما دام لا يدفع من أن تكون آية: محكمة فلا مانع فيما أظن من قبول قوله هذا. . قال أبو جعفر (٦٧/ ١) فى تفسيره حدثنى المثنى، قال: ثنا عبد اللَّه، قال: ثنى معاوية، عن على عن ابن عباس قوله: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً} يقول ما كان المؤمنون لينفروا جميعًا، ويتركوا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وحده =

<<  <   >  >>