للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سليمان (١)، قال سمعت الضحاك (٢) يقول: فى قوله {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً}. . الآية، كان نبى اللَّه إذا غزا بنفسه لم يحل لأحد من المسلمين أن يتخلف إلا أهل العذر، وكان إذا أقام فأسرت السرايا لم يحل لهم أن ينطلقوا إلا بأذنه، فكان الرجل إذا أسرى فنزل بعده قرآن، تلاه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- على أصحابه القاعدين معه، فإذا رجعت السرية قال لهم الذين أقاموا مع رسول اللَّه: إن اللَّه أنزل بعدكم على نبيه قرآنا، فيقرؤنهم ويفقهونهم فى الدين، وهو قوله: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً} يقول: إذا أقام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ} يعنى بذلك أنه لا ينبغى للمسلمين أن ينفروا جميعًا ونبى اللَّه قاعد ولكن إذا قعد نبى اللَّه تسرت السرايا، وقعد معه معظم الناس (٣).


(١) أما عيد بن سليمان فإنى لم أجد له ترجمة، إلا ما ذكر الذهبى فى ميزان الاعتدال (٢٠/ ٣) إِذ قال رحمه اللَّه / ٥٤٢٥ عيد بن سليمان الباهلي المروزى. روى عنه عبد اللَّه بن عثمان. قال السليماني: فيه نظر. قلت: أظن لم يعرفه الذهبى ولذا لم يتكلم عليه أكثر من هذه الحروف واللَّه تعالى أعلم. فإذا كان هذا هو فهو ضعيف. وإذا كان غيره فلا علم لي بذلك واللَّه أعلم.
(٢) أما الضحاك فهو الضحاك بن مزاحم الهلالى، أبو القاسم، أو أبو محمد الخراساني، صدوق كثير الإرسال من الخامسة مات بعد المائة / عم انظر التقريب (٣٧٣/ ١) قلت: هذا الأثر ضعيف جدا.
(٣) تفسير ابن جرير الطبرى (٦٨٧/ ١١).
قال السيوطى فى الدر (٢٩٢/ ٣) أخرج البيهقي فى المدخل عن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنه كما ذكره ابن جرير عن الضحاك بن مزاهم وقد يكون الاسناد صحيحا أو حسنا إن شاء اللَّه تعالى. بالكتاب موجود بمكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ولم ترقم صفحاته.

<<  <   >  >>