للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما كان الابتداء بتعريفهم الواجب عند شخوص وتخليفه بعضهم (١).

قال أبو جعفر:

وقال آخرون: هذه الآية نزلت في أهل الإسلام قلة، فلما كثروا نسخها اللَّه، وأباح التخلف لمن شاء، فقال {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً} ثم قال أبو جعفر: حدثنى يونس قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فى قوله: {مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ} فقرأ حتى بلغ {لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} قال: هذا حين كان الإسلام قليلا فلما كثر الإسلام بعد، قال: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ} الى آخر الآية (٢).


(١) تفسير ابن جرير الطبرى (٧٠/ ١١).
قلت: ترجيح أبى جعفر بين هذه الأقوال المختلفة وجيه جدا لأن ذلك يؤدى الى الجمع بين الآيتين المتعارضتين ظاهرا وليس هناك تعارض فى الحقيقة وزد على ذلك: إن الطائفة النافرة: لها معاينة فى نصر اللَّه لأهل الإسلام وهذا من الواقع تفقه ومعرفة وإيمان، وتصديق، ويقين، والطائفة الجالسة مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لها فقهها الخاص، وعليها أن تبلغ ما تفقهت به من علم ووحى لغيرها من القادمين إليها، وهذا المعنى فى كلا الطائفتين ظاهر واضح بيّن، واللَّه تعالى أعلم.
(٢) تفسير ابن جرير الطبرى (٦٥/ ١١).
رجال هذا الاسناد كلهم ثقات، إلا ان القائل هو عبد الرحمن بن زيد بن أسلم العدوى ضعيف، انظر التقريب (٤٨٠/ ١) ولا يمكن أن يقاوم كلامه هذا كلام هؤلاء الأئمة الذين =

<<  <   >  >>