قلت: لا عبرة برواية الكلبى لأنه متروك انظر ترجمته فى التقريب (١٦٣/ ٢) إذ قال الحافظ: محمد بن السائب بن بشر، الكلبى، أبو النضر الكوفى، النسابة المفسر، متهم بالكذب ورمى بالرفض، من السادسة مات سنة ١٤٦ هـ ت فق انظر زاد المسير لابن الجوزى (٥١٦ - ٥١٧/ ٣): ذكر ابن الجوزى أربعة أقوال فى نزول هذه الآية ثم قال: واختلف المفسرون فى المراد بهذا النفير على قولين: أحدهما: أنه النفير الى العدو، فالمعني: ما كان لهم أن ينفروا بأجمعهم، بل تنفر طائفة وتبقى طائفة مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- {لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ} يعنى فرقة القاعدين. فإذا رجعت السرايا، وقد نزل بعدهم قرآن، وتجدد أمر، اعلموهم به وأنذروهم به إذا رجعوا إليهم، وهذا المعني مروى عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما. والثاني: أنه النفير الى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، بل تنفر منهم طائفة ليتفقه هؤلاء الذين ينفرون، لينذروا قومهم المتخلفين، هذا قول الحسن، وهو أشبه بظاهر الآية. قلت: إذن يظهر من هذين المعنيين أن لا نسخ بين الآيتين واللَّه تعالى أعلم.