للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال تعالى: {وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} التوبة: ١٢١.

قال أبو جعفر:

يقول تعالى ذكره: ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ، وسائر ما ذكر، ولا ينالون من عدو نيلا، ولا ينفقون نفقة صغيرة فى سبيل اللَّه، ولا يقطعون مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فى غزوه واديا، إلا كتب لهم أجر عملهم ذلك، جزاء لهم عليه، كأحسن ما يجزيهم على أحسن أعمالهم، التى كانوا يعملونها وهم مقيمون فى منازلهم (١).


= قال القرطبى فى تفسيره: (٢٦٧/ ٨) أهل الشراء بين الخلق أن يعرفوا عما خرج من أيديهم ما كان أنفع لهم أو مثل ما خرج عنهم فى النفع، فاشترى اللَّه سبحانه وتعالى من العباد اتلاف أنفسهم، وأموالهم فى طاعته، وأهلاكها فى مرضاته وأعطاهم سبحانه وتعالى الجنة عوضا عنها إذا فعلوا ذلك. وهو عوض عظيم لا يدانيه عوض ولا يقاس به، فأجرى ذلك على مجاز ما يتعارفون به فى البيع والشراء. انظر تفسير الآية فى ابن كثير مع البغوى (٢٤٦ - ٢٤٧/ ٤).
قال السيد صديق حسن خان فى فتح اليان (٢٠٢ - ٢٠٣/ ٤) لما شرح اللَّه تعالى فضائح المنافقين وقبائحهم ببب تخلفهم عن غزوة تبوك وذكر أقسامهم، وفرع على كل قسم منها ما هو لائق به، عاد على بيان فضيلة الجهاد، والترغيب فيه.
(١) تفسير ابن جرير الطبرى (٦٦/ ١١).
قال ابن كثير فى تفسيره (٢٦٧ - ٢٦٨/ ٤) مع البغوى. المراد بالآية هؤلاء الغزاة فى سبيل اللَّه {نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً} أى قليلا ولا كثيرا {وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا} أى فى المسير الى الأعداء {إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ} ولم يقل ههنا (به) لأن هذه افعال صادرة عنهم، ولهذا قال {لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ} =

<<  <   >  >>