عن مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف، عن أبى صالح، عن أبى هريرة قال: كنا مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فى سير، قال: فنفدت ازواد القوم، قال: حتى همّ بنحر بعض حمائلهم، قال: فقال عمر: يا رسول اللَّه: لو جمعت ما بقي من أزواد القوم فدعوت اللَّه عليها، قال: ففعل، قال فجاء ذو البر ببره، وذو التمر بتمره، قال: وقال مجاهد: وذو النواة بنواه، قلت: وما كانوا يصنعون بالنوى، قال: كانوا يمصونه، ويشربون عليه الماء، قال: فدعا عليها، قال: حتى ملأ القوم أزودتهم، قال: فقال عند ذلك: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأنى رسول اللَّه. لا يلقى بهما عبد غير شاك فيهما الا دخل الجنة (١).
(١) صحيح مسلم (٤١ - ٤٢/ ١) والبداية والنهاية لابن كثير (٩ - ١٠/ ٥) قلت: قال النووى فى شرحه على مسلم (٢٢١ - ٢٢٣/ ١): وفى الرواية الأخرى عن الأعمش، عن أبى صالح عن أبى هريرة، أو عن أبى سعيد، شك الأعمش، قال: لما كان يوم غزوة تبوك الحديث .. هذان الاسنادان مما استدركه الدارقطنى، وعلله، فأما الأول. فعلله من جهة أن أبا سلمة وغيره، خالفوا عبيد اللَّه الأشجعى فرووه عن مالك بن مغول، عن طلحة من أبى صالح مرسلا. وأما الثانى فعلله، لكونه اختلف فيه عن الأعمش -فقيل فيه: أيضا عنه عن أبى صالح. عن جابر، وكان الأعمش يشك فيه. قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه اللَّه تعالى: هذان الاستدراكان من الدارقطنى مع أكثر استدراكاته على البخارى ومسلم لا قدح فى اسانيدهما، غير مخرج لمتون الاحاديث من حيز الصحة، وقد ذكر فى هذا الحديث: أبو مسعود ابراهيم ابن محمد الدمشقى الحافظ. فيما أجاب الدارقطنى عن استدراكاته على مسلم رحمه اللَّه: أن الأشجعى ثقة، =