للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قَلِيلًا} سورة الإسراء ٧١ - ٧٢ التى قوله تعالى {تَحْوِيلًا} فأمره اللَّه -ولم يذكر ابن السمرقندى اسم اللَّه- يعنى بالرجوع الى المدينة، وقال: فيها محياك، ومماتك ومنها تبعث (١).


(١) انظر تاريخ دمشق لابن عساكر (١٦٧ - ١٦٨/ ١).
قال ابن كثير فى تفسيره (٢١٠ - ٢١١/ ٥) مع البغوى تحت قوله تعالى: {وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا} قيل: نزلت فى اليهود إذ أشاروا على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بسكنى الشام بلاد الانبياء، وترك سكنى المدينة. . وهذا القول ضعيف لأن هذه الآية مكية، وسكن المدينة بعد ذلك، وقيل: أنها نزلت بتبوك وفى صحته نظر، ثم قال الحافظ ابن كثير: روى البيهقى عن الحاكم عن الاصم، عن أحمد بن عبد الجبار العطاردى، عن يونس بن بكير، عن عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن ابن غنم، أن اليهود ثم ذكر الحديث بتمامه الذى عند ابن عساكر، ثم قال الحافظ ابن كثير: وفى هذا الإسناد نظر، والاظهر أن هذا ليس بصحيح، فإن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يغز تبوك قبل اليهود وانما غزاها امتثالا لقوله تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ} انتهى كلامه.
قلت: ليس لغزوة تبوك سبب خاص كما قال ابن سعد فى الطبقات الكبرى (١٦٥/ ٢): قالوا: بلغ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن الروم قد جمعت جموعا كثيرة بالشام، وان هرقل قد رزق أصحابه لسنة، وأجلبت معه جزام، وعاملة، وغسان، وقدموا مقدماتهم الى البلقاء، فندب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الناس، الى الخروج، وأعلمهم المكان الذى يريد ليتأهبوا، انظر الكامل لإبن الأثير (٢٧٧/ ٢) وقال اليعقوبى فى تاريخه (٦٧/ ٢). وغزاة تبوك غزاها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فى جمع كثير، من أرض الشام، يطلب بدم جعفر بن أبى طالب، ولم يتكلم على هذه الغزوة إلا سطرا ونصف. =

<<  <   >  >>