للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شبانا، وشيوخا، وأغنياء، ومساكين (١).

قال اللَّه تعالى: {لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ


(١) تفسير ابن جرير الطبرى (١٣٨/ ٢٠).
قال السيوطى فى الدر (٢٤٦/ ٣): أخرج الفريابى، وأبو الشيخ، عن أبى الضحى رضي اللَّه تعالى عنه قال: أول ما نزل من براءة {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا}، ثم نزل أولها وآخرها، وقال السيوطى أيضا فى الدر (٢٤٦/ ٣). وأخرج ابن سعد وابن أبى عمر العدنى فى مسنده، وعبد اللَّه ابن أحمد فى زوائد الزهد، وأبو يعلى، وابن المنذر، وابن أبى حاتم، وابن حبان، وأبو الشيخ والحاكم وصححه، وابن مرويه، عن أنى بن مالك، أن أبا طلحة قرأ سورة براءة فأتى على هذه الآية {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} قال: أرى ربنا يستنفرنا شيوخا، وشبانا، وفى لفظ، فقال: ما أسمع اللَّه عذر أحد، جهزونى، قال بنوه: يرحمك اللَّه تعالى، قد غزوت مع عمر رضي اللَّه تعالى عنه حين مات، فنحن نغزروا عنك فأبى فركب البحر، فمات، فلم يجدوا له جزيرة يدفنونه فيها، إلا بعد تسعة أيام، فلم يتغير، فدفنوه فيها، انظر الطبقات (٥٠٧/ ٣). قلت: وهناك قصة مماثلة، وقعت لأبى أيوب الانصارى رضي اللَّه تعالى عنه، أخرجها الحاكم عن ابن سيرين، وابن سعد فى الطبقات الكبرى أيضًا، قال الإمام ابن كثير فى تفسيره (٣٨٥/ ٢) تحت هذه الآية الكريمة أمر اللَّه تعالى بالنفر العام مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عام غزوة تبوك، انظر فتح القدير (٣٤٧/ ٢)، وأسباب النزول للواحدى ص ١٤١، وزاد المسير (٤٤٢/ ٣)، وفضائل القرآن لأبى عبيد القاسم ابن سلام ٦١ - ٦٢، وأثر مجاهد صحيح بهذا الإسناد واللَّه تعالى أعلم. . انظر الاستبصار للمقدسى ص ٩.

<<  <   >  >>