للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا النص له أهميته ودلالته في الباعث لمحمد بن إسماعيل البُخارِيّ في تصنيف «الصحيح»؛ لذا لا تجد أحدًا تكلم عن «الصحيح» أو عن البُخارِيّ، رحمه الله تعالى، إلا ويذكر هذه الرِّواية؛ لأنها نص صريح في الباعث على تأليفه.

ومن الملاحظ في هذا النص أن الباعث للبخاري كان مجيء هذا الأمر في مجلس شيخه إسحاق بن راهويه، على لسان أحد الحاضرين في المجلس، فتذاكر الحاضرون الأمر، فوقع ذلك الأمر في نفس الإمام البُخارِيّ.

وقد تتبعت نص الرِّواية فوجدتها بلفظ: كنت عند إسحاق بن راهويه فقال لنا بعض أصحابنا: لو جمعتم مختصرًا لسنن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

غير أني وجدت الحافظ ابن حجر في مقدمة «فتح الباري» وقد ساق الرِّواية بسنده إلى الخطيب البغدادي فقال: كنا عند إسحاق بن راهويه فقال: لو جمعتم كتابا ... إلخ.

فجعل الباعث هو قول إسحاق؛ حيث قوَّى ذلك من عزمه.

وتبعه في ذلك السيوطي في «تدريب الراوي».

وفي «تاريخ الإسلام» للذهبي وعند السبكي في «طبقاته» قال: فقال رجل: لو جمعتم كتابا ... إلخ.

النص الثاني: رُوي عن إبراهِيم بن مَعْقِل النَّسفي أنه قال: سمعت محمد بن إسماعيل البُخارِيّ يقول: ما أدخلت في كتاب «الجامع» إلا ما صح وتركت من الصحاح لحال الطول (١).


(١) هذا النص رواه عن إبراهيم اثنان:
الأول: الحسن بن الحسين البُخَارِيّ، رواه عنه ابن عدي في «الكامل» ١/ ٢٢٦، وعنه أحمد بن أبي مسلم الحافظ، وعبد الواحد بن بكر الصوفي، فيما رواه عنهما الخليلي في «الإرشاد» ٣/ ٩٦٢، وأبو سعد الماليني فيما أخرجه عنه الخطيب في «تاريخ بغداد» ٢/ ٨ - ٩، وكذا أخرجه ابن أبي يعلى الفراء في «طبقات الحنابلة» ٢/ ٢٥٢ - ٢٥٣ عن أحمد بن مهدي، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» ٥/ ٧٣ من طريق أبي القاسم بن مسعدة عن حمزة بن يوسف كلاهما الماليني وحمزة بن يوسف عن ابن عدي به.
وأخرجه الحافظ المزي في «تهذيب الكمال» ٢٤/ ٤٤٢ من طريق الخطيب به بهذا اللفظ، وعند بعضهم: الطوال بدل الطول.
وأخرجه ابن رشيد الفهري في «السنن الأبين» من طريق الخليلي وعندهما: وقد تركت من الصحاح يعني: خوفًا من التطويل.

وأخرجه الذَّهَبِيّ في «السير» ١٢/ ٤٠٢ من طريق أحمد بن الحسن بن بندار عن أبي أحمد بن عدي بالإسناد السابق وفيه: وتركت من الصحاح كي لا يطول الكتاب.
الثاني: أبو الحسين محمد بن الحسين بن علي بن يعقوب الكاتب أخرجه عنه ابن عساكر ٥٢/ ٧٣، قال: أَخْبَرَنَا أبو الحسن الموحد أنبأنا أبو المظفر النَّسفي أنبأنا أبو عبد الله غنجار عنه به.

<<  <  ج: ص:  >  >>