شيئا من المراسيل والمنقطعات والبلاغات، اللهم إلا ما يكون في غير الأصل، كالتعليقات والتراجم وغير ذلك.
وهو مختصر؛ لأنه لم يستوعب فيه كل ما صح عنده من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بل اقتصر فيه على مقدار يسير جدًا مما كان يحفظه من صحاح الحديث، فقد صرح في بعض أقواله أنه يحفظ مائة ألف حديث صحيح، وهو لم يقتصر على هذا القدر الموضوع في الكتاب إلا حرصًا على الاختصار لئلا يطول الكتاب كما قال البخاري رحمه الله تعالى: ما أدخلت في كتابي الجامع إلا ما صح وتركت من الصحيح حتى لا يطول.
هذه هي الصفات الأربع التي تميز بها كتاب البخاري، وهي مستمدة كما ترى من عنوانه الذي وضعه له، مع ملاحظة أن وصف الصحة في الأحاديث التي أوردها في الكتاب هو أعلى هذه الصفات، وهي التي جعلت البخاري وكتابه يتبوآن مكانة عالية على مرِّ الزمان.
وهناك أمر آخر تجدر الإشارة إليه وهو تعبير الإمام البخاري في تسميته بقوله: أمور رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسننه وأيامه, فهذا التعبير جعل به البخاري رحمه الله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - محور كتابه، حيث اشتمل على ما يتعلق بأمور رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصفاته التي قد يكون منها خاصًا به - صلى الله عليه وسلم -، ليلمح بذلك إلى أن ما يتعلق بشخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - داخل في نطاق عناية المحدثين واهتمامهم بكل ما صدر عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - من قول أو فعل أو أقر به، أو حتى كان ذلك صفة خُلُقية، أو خَلقية فرحمه الله تعالى رحمة واسعة.
[الدراسات السابقة التي تناولت الموضوع]
من الدراسات القديمة التي تناولت الاختلاف بين الروايات وتوجيهها غير الشروح لـ «صحيح البخاري» كتاب «تقييد المهمل وتمييز المشكل» للحافظ أبي علي الحسين بن محمد الغساني (٤٩٨) هـ حيث تناول في قسم من