المُسْتَمْلِيّ، وأبي الهيثم الكُشْمِيهَني، غير أن سواد الكتاب على روايته عن أبي محمد وأبي إسحاق، فإذا انفرد أحدهما أو اختلفا في شيء، فعلامة الحَمُّوييّ:(حآ) وعلامة أبي إسحاق الهمزة والسين، فإذا اتفقا وخالفهما أبو الهيثم جعل:(صح) على موضع الخلاف، وكتب رِواية أبي الهيثم في الحاشية، وعلامته (ها)، وكذلك علامته فيما ينفرد به. اهـ.
ويتبين من ذلك أن أبا ذر قد استخدم الرموز في الدلالة على أصحاب هذه الروايات، وبالتأمل نجد أنه استخدم رموزًا تحمل في طياتها الدلالة على هذه الروايات، فقد استخدم في كتابه هذا أربعة رموز وهي:
رمز:(حآ) للدلالة على رِواية أبي محمد السَّرْخَسي الحَمُّوييّ.
رمز:(أس) للدلالة على رِواية أبي إسحاق المُسْتَمْلِيّ.
رمز:(ها) للدلالة على رِواية أبي الهيثم الكُشْمِيهَني.
رمز:(صح) للدلالة على صحة الكلمة أو الرِّوَاية عند المرموز له أو الكلمة.
وبالتأمل في هذه الرموز يظهر منها عدة ملاحظات:
١ - أن كل رمز من هذه الرموز يتألف من حرفين.
٢ - أن هذه الحروف مستمدة من أسماء أصحابها فرمز حآ من الحَمُّوييّ، واختاره؛ لأنه أول حرف في كنيته التي اشتهر بها، ولأنها لا تلتبس بغيرها من ألقاب باقي الرُّواة، واختار أول حرفين من كنية أبي إسحاق المُسْتَمْلِيّ، واختار للدلالة على الكُشْمِيهَني حرف الهاء؛ لأنه تميز به عن سائر الرُّواة.
فاختياره لهذه الرموز معبر ومستمد من أسماء هؤلاء الرُّواة.
٣ - يلاحظ أن هذه الرموز قد استخدمها من جاء بعد أبي ذر للدلالة على نفس الروايات مع تغيير طفيف، حيث غير اليُونِينِيّ مثلا رمز أبي