وقد ذكر فيه ابن الأبار ثلاثمائة وخمس عشرة شخصية من كبار المحدثين وغيرهم في مختلف الفنون، كلهم تتلمذوا على يد أبي علي الصَّدفي.
وهذا المعجم يكفي في إبراز المكانة العلمية التي تميز بها هذا الإمام، ومع ذلك فإنه لمن المفيد أن نتلمس أهم أخبار هذا الإمام من خلال بعض المصادر التي ترجمت له، وبخاصة كتاب «الغنية» للقاضي عِياض.
اسمه ونسبه (١): هو القاضي الحافظ أبو علي الحسين بن محمد بن فيرة بن حيون الصَّدفي، المعروف بابن سُكّرة.
أصله من سرقسطة من قرية على أربعة أميال منها، كانت تعرف بمنزل محمود بالثغر الأعلى، وكانت ولادته بها سنة أربع وخمسين وأربعمائة.
نشأته: نشأ أبو علي في بلدته التي ولد بها، فأخذ عن شيوخها، ودرس على مقرئيها، وسمع من أبي الوليد سليمان بن خلف الباجي، وابن الصواف، وغيرهم.
(١) ينظر ترجمته في «الصلة» لابن بشكوال ١/ ١٤٤ - ١٤٦، و «الغنية» للقاضي عياض ص: ١٩٢ - ٢٠١، و «الفهرسة» لابن خير الإشبيلي (٤٧٧، ٤٩٧، ٥١١)، و «تاريخ الإسلام» ٣٥/ ٣٦٧ (٧٠)، و «سير أعلام النبلاء» ١٩/ ٣٧٦ (٢١٨)، و «تذكرة الحفاظ» ٤/ ١٢٥٣ - ١٢٥٥، و «المعين في طبقات المحدثين» ص: ١٥٠ (١٦٣٣)، و «الوافي بالوفيات» ١٣/ ٤٣ - ٤٤ (٤١)، و «مرآة الجنان» ٣/ ٢١٠، و «الديباج المذهب» ١/ ٣٣٠ - ٣٣٢، و «غاية النهاية» ١/ ٢٥٠ - ٢٥١، و «طبقات الحفاظ» (٤٥٥)، و «نفح الطيب» للمقري ٢/ ٩٠ - ٩٣، و «شذرات الذهب» ٤/ ٤٣، و «شجرة النور الزكية» ١/ ١٢٨ - ١٢٩، و «الرسالة المستطرفة» (١٦٥)، و «الأعلام» ٢/ ٢٥٥، «معجم المؤلفين» ١/ ٦٤١ (٤٨٣٧).