يقولُ حبيبي أنتَ سُؤلي وبُغيتي ... كَفَى بك للراجينَ سؤلًا ومَغْنَما
عَسَى من لَهُ الإحسانُ يغفرُ زلَّتي ... ويستُرُ أَوْزَارِي ومَا قَدْ تَقَدَّما
تعاظَمَني ذَنْبِي فأقبلتُ خاشِعًا ... ولولا الرِّضَا ما كنتَ يا ربِّ مُنعما
فإن تعفُ عني تَعْفُ عن مُتَمَرّدٍ ... ظلُومٍ غَشُومٍ لا يزايلُ مأثما
وإن تَستقِدْ مني فلستُ بآيسٍ ... ولو أدخلوا نفسي بُجرمٍ جهنَّما
فجرُمي عظيمٌ من قديمٍ وحادثٍ ... وعفوُك يأتي العبدَ أعْلَى وأجْسَمَا
حَوَاليَّ فضلُ اللهِ من كلِّ جانبٍ ... ونورٌ من الرحمنِ يفترشُ السَّمَا
وفي القَلْبِ إشراقُ المحبِّ بوصْلهِ ... إذا قاربَ البُشْرى وجازَ إلى الحِمَى
حواليَّ إيناسٌ من اللهِ وحدَهُ ... يطالِعُنِي في ظلمةِ القبرِ أنجُما
أصونُ وِدَادِي أن يُدَنِّسَه الهَوَى ... وأحفظُ عهدَ الحبِّ أن يَتَثَلَّمَا
ففي يَقْظَتِي شوقٌ وفي غَفْوَتي مُنًى ... تلاحِقُ خَطْوِي نشوةً وترنُّما
ومن يَعْتَصِمْ باللهِ يسْلَمْ من الوَرَى ... ومن يرجُه هيهاتَ أن يتندَّما (١)
* * *
(١) ديوان الشافعي (ص:١١٤ - ١١٥).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute