والمرءُ في أفراحِهِ ... والمرءُ في مأسَاتِه
يمضِي علَى دَرْبِ الحيَا ... ةِ وينتَهِي بمَمَاتِه
لا تَمتَروا في ذَاتِهِ ... فالموتُ بعضُ عظَاتِه
لا تَمتَروا في ذاتِهِ ... فالوَحْيُ من آياتِه
والحقُّ من إلهَامِهِ ... والنُّورُ من مِشْكاتِه
والعَقلُ في إبداعِهِ ... والفِكرُ في سَبَحاتِه
والعلمُ في العَصرِ الحديـ ... ـثِ يضِجُّ في آلاتِه
يرتَادُ آفاقَ الفضَا ... ءِ ويمتطِي طيَّاتِه
والبَحْرُ يهدِرُ صاخبًا ... والفُلكُ في جنَبَاتِه
والذَّرَّةُ الصُّغْرى مَصِيـ ... ـرُ الكونِ في ذَرَّاتِه
فخرَابُهُ ودَمَارُهُ ... إن سادَ حِقْدُ طُغاتِه
وعَمَارُهُ وَصَلَاحُهُ ... إن سادَ عقلُ تُقاتِه
كم مِجْهَرٍ قَرُبت لنا ال ... أبعادُ في عَدَساتِه
أو هاتِفٍ حَمَل الحديـ ... ـثَ مُردِّدًا همساتِه
لا تمتَروا في ذَاتِهِ ... فالكُلُّ من آياتِهِ (١)
* * *
(١) قصيدة سبحان الله من ديوان في رحاب الأقصى ليوسف العظم، (٥٣١. ٢٤١)، المكتب الإسلامي. وانظر: رائق الشهد (ص:٣٢٥ - ٣٢٧).