للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويهدي ضالًّا، ويُرشِدُ حيرانًا، ويغيث لَهْفَانًا، ويَفُكُّ عانيًا، ويُشبع جائِعًا، ويَكْسُو عاريًا، ويشفي مريضًا، ويُعافي مبتلى، ويقبل تائبًا، ويجزي محسنًا، وينصرُ مظلومًا، ويقصمُ جبَّارًا، ويقيل عثرَةً، ويسترُ عورةً، ويُؤَمِّن روعةً، ويرفعُ أقوامًا، ويضع آخرين.

لا ينامُ، ولا ينبغي له أن ينامَ، يخفضُ القسطَ ويرفعُهُ، يُرفَع إليه عملُ الليلِ قبلَ عملِ النهارِ، وعملُ النهار قبلَ عملِ الليلِ، حجابُه النورُ، لو كشفَهُ لأحرقتْ سُبُحات وجههِ ما انتهى إليه بصرُه من خلقه.

يمينُه مَلأى، لا تَغِيضُها نفقة، سحَّاءُ الليلَ والنهارَ، أرأيتم ما أنفقَ منذ خلقَ الخلقَ، فإنه لم يَغِضْ ما في يمينهِ.

قلوبُ العبادِ ونواصيهم بيدهِ، وأزمَّةُ الأمورِ معقودةٌ بقضائهِ وقدرِهِ، الأرضُ جميعًا قبضتُهُ يومَ القيامةِ، والسمواتُ مطوياتٌ بيمينهِ، يقبضُ سمواتِهِ كلِّها بيدِهِ، والأرضَ باليدِ الأخرى، ثم يَهُزُّهنَّ، ثم يقولُ: أنا الملكُ، أنا الملكُ، أنا الذي بدأت الدنيا ولم تكنْ شيئًا، وأنا الذي أعيدُها كما بَدَأتُها.

لا يتعاظمه ذنبٌ أن يغفرَهُ، ولا حاجةٌ يُسأَلُها أن يعطيَها.

لو أن أهلَ سمواتِهِ، وأهلَ أرضِهِ، وأولَ خلقِهِ وآخرَهم، وإنسَهم وجنَّهم، كانوا على أتقى قلبِ رجلٍ منهم، ما زاد ذلك في ملكهِ شيئًا، ولو أنَّ أولَ خلقهِ وآخرَهم، وإنسَّهم وجِنَّهم، كانوا على أفجرِ قلبِ رجلٍ منهم، ما نقصَ ذلك من ملكهِ شيئًا، ولو أن أهلَ سمواتِهِ، وأهل أرضِهِ، وإنسَهم وجِنَّهم، وحيَّهُم وميِّتهم، كانوا على أفجر قلبِ رجلٍ منهم، ما نقص ذلك

<<  <   >  >>