بحقه كما قال عبدان: إنه لم ير مثله وما ذكر عنه أنه رفع أحاديث وزاد في متون، قال: هذا شيء موجود في البغداديين خاصة، وفي حديث ثقاتهم، وأنهم يرفعون الموقوف ويصلون المرسل، ويزيدون في الإسناد.
قلت: بئست الخصال هذه، وبمثلها ينحط الثقة عن رتبة الاحتجاج به. فلو وقف المحدث المرفوع أو أرسل المتصل لساغ له كما قيل: انقص من الحديث ولا تزد فيه (١٣/ ٥١٣).
قال الإمام الذهبي عن مسند الإمام أحمد: فلعل الله يُقيض لهذا الديوان العظيم من يرتبه ويهذبه، ويحذف ما كرر فيه، ويصلح ما تصحف، ويوضع حال كثير من رجاله، ويُنبه على مرسله، ويُوهن ما ينبغي من مناكيره، ويرتب الصحابة على المعجم، وكذلك أصحابهم على المعجم، ويرمز على رئؤوس الحديث بأسماء الكتب الستة، وأن رتبه على الأبواب فحسن جميل ولولا أني قد عجزت عن ذلك لضعف البصر، وعدم النية، وقرب الرحيل، لعملت في ذلك.
قال المحقق وفقه الله تعليقًا على هذا ما نصه: وقد تولى تحقيق "المسند" في هذا العصر العلامة الشيخ أحمد شاكر رحمه الله فأخرج منه قدر الثلث، واخترمته المنية دون أن يكمله، يسر الله لهذا "المسند" من يتمه على النحو الذي صنعه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله متجنبًا التساهل الذي وقع له في توثيق بعض الضعفاء والمجهولين (١).
قال يحيى العنبري: سمعت الطهماني يحكي شأن التي لا تأكل ولا تشرب وأنها عاشت كذلك نيفًا وعشرين سنة وأنه عاين ذلك.
قلت: سقتُ قصتها في "تاريخ الإسلام" وهي: رحمة بنت إبراهيم قُتل زوجها، وترك ولدين، وكانت مسكينة فنامت فرأت زوجها مع الشهداء يأكل