للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قلت: إن الوزير الكبير ابن بلبل ناوله فتاه مُدة بالقلم، فنقطت على دراعة مثمنة، فجزع، فقال: لا تجزع ثم أنشد.

إذا ما المسك طيب ريح قوم ... كفاني ذاك رائحة المداد

فما شيءُ بأحسن من ثياب ... على حافاتها حُمم السواد

قلت: صدق، وهي خال في ملبوس الوزراء (١).

قال حبيب بن عبيد الرحبي: تعلموا العلم وأعقلوه، وتفقهوا به، ولا تعلموه لتجملوا به، فإنه يوشك إن طال بكم عمر أن يُتجمل بالعلم كما يتجمل ذو البزِّ ببزه (٢).

قال أبو العباس الكديمي: خرجتُ أنا وعلي بن المديني وسليمان الشاذكوني نَتنزه، ولم يبق لنا موضع غير بستان الأمير، وكان الأمير قد منع من الخروج إلى الصحراء، فكما قعدنا، وافى الأمير فقال: خذوهم.

فأخذونا، وكنت أصغرهم فبطحوني وقعدوا على أكتافي.

فقلت: أيها الأمير: اسمع: حدثنا الحميدي، أخبرنا سفيان عن عمرو عن أبي قابوس، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء» (٣).

قال: أعده فأعدته.

فقال: قوموا عنه، وقال: أنت تحفظ مثل هذا وتخرج تتنزه (٤).

قال أبو أحمد بن عدي: كان المعمري كثير الحديث، صاحب حديث


(١) (١٣/ ٢٠١).
(٢) (١٣/ ٢٤١).
(٣) انظر السير (١٣/ ٣٠٣) تعليق رقم (٥).
(٤) (١٣/ ٣٠٣).

<<  <   >  >>