للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقال: ابن من أنت؟

قلت: ابن عوف بن سفيان.

قال: أمَا إن أباك كان من إخواننا، فكان ممن يكتب معنا الحديث والعلم، والذي كان يشبهك أن تتبع ما كان عليه والدك فصرت إلى أمي فأخبرتها.

فقالت: صدق هو صديق لأبيك، فألبستني ثوبًا وإزارًا ثم جئت إلى المعافى ومعي محبرة وورق.

فقال لي: اكتب حدثنا إسماعيل بن عياش عن عبد ربه بن سليمان.

قال: كتبت لي أم الدرداء في لوحي: اطلبوا العلم صغارًا، تعملوا به كبارًا فإن لكل حاصد ما زرع (١).

قال أبو بكر بن زياد: حضرتُ إبراهيم بن هانئ عند وفاته، فقال: أنا عطشان فجاءه ابنه بماء.

فقال: أغابت الشمس؟

قال: لا.

فرده وقال: {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ} [الصافات: ٦١] ثم مات (٢).

عن أحمد بن إسحاق قال: ينبغي لقائد الغزاة أن يكون فيه عشر خصال: أن يكون في قلب الأسد لا يجبن، وفي كبر النمر لا يتواضع, وفي شجاعة الدب يقتل بجوارحه كلها، وفي حملة الخنزير لا يولي دُبُره، وفي غارة الذئب إذا أيس من وجه أغار من وجه، وفي حمل السلاح كالنملة تحمل أكثر من وزنها، وفي الثبات كالصخر، وفي الصبر كالحمار, وفي الوقاحة كالكلب لو دخل صيده النار لدخل خلفه، وفي التماس الفرصة كالديك (٣).


(١) (١٢/ ٦١٤).
(٢) (١٣/ ١٨).
(٣) (١٣/ ٣٧).

<<  <   >  >>