يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار فقال:«دعوها فإنها منتنة».
وفي رواية للبخاري:«فإنها خبيثة» وقد رواه أبو داود الطيالسي في مسنده مختصرًا.
قال النووي كسع بسين مخففة أي ضرب دبره وعجيزته بيد أو رجل أو سيف وغيره، وقال ابن حجر العسقلاني المشهور فيه أنه ضرب الدبر باليد أو بالرجل.
قال ووقع عند الطبراني من وجه آخر عن عمرو بن دينار عن جابر رضي الله عنه أن رجلا من المهاجرين كسع رجلا من الأنصار برجله وذلك عند أهل اليمن شديد. وقوله: يا للأنصار بفتح اللام وهي للاستغاثة أي أغيثوني وكذا قول الآخر يا للمهاجرين. وقوله دعوها فإنها منتنة أي دعوة الجاهلية وأبعد من قال المراد الكسعة. ومنتنة بضم الميم وسكون النون وكسر المثناة من النتن أي أنها كلمة قبيحة خبيثة.
قلت: ونظير هذا ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:«إذا كذب العبد تباعد عنه الملك ميلا من نتن ما جاء به»، رواه الترمذي وأبو نعيم في الحلية من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وقال الترمذي: هذا حديث حسن جيد غريب.
ونظيره أيضا ما رواه الإمام أحمد عن جابر رضي الله عنه قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فارتفعت ريح منتنة فقال:«أتدرون ما هذه الريح؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين».
وفي حديث جابر رضي الله عنه الذي تقدم ذكره دليل على أن