للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وينسون الرب الواحد الأحد الصمد المالك المتصرف في خلقه بما يشاء وله الحكمة التامة والحجة البالغة لا معقب لحكمه ولا يُسأل عما يفعل وهم يُسئلون، وقد قال تبارك وتعالى لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ}، وقال تعالى: {قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا}، إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة في هذا المعنى.

وقد عكس المشركون هذا الأمر فزعموا أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يملك لهم الضر والرشد والإعطاء والمنع، وهذا عين المحادة لله تعالى ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -.

وهذه الأمور الشركية التي تفعل عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وعند غيره من قبور الصالحين أو من يظن صلاحه هي من ثمرات الغلو الذي حذر منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمته كما في المسند وسنني النسائي وابن ماجه ومستدرك الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يا أيها الناس إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين» هذا لفظ ابن ماجه وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي في تلخيصه.

ومنها التشويش على من حولهم في المسجد من المصلين والتالين للقرآن.

وقد روى مالك في الموطأ عن أبي حازم التمار عن البياضي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال: «إن المصلي يناجي ربه فلينظر بما يناجيه به ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن».

وروى أبو داود في سننه والحاكم في مستدركه عن أبي سعيد

<<  <   >  >>