للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من أجمع كتب التراجم.

أول هذا الكتاب: بسم الله الرحمن الرحيم، قال أبو خُرافة الهدّ القشيري سامحه الله تعالى: حضرت في بعض أوطان أوطاري وأوطار أبكاري مع جماعة ... فابتدر أحد ظرفائهم فأنشدنا بيتين هما:

لو كنت بَكْتوت امرأة جارية الفَضْل ... وكان أكل الشعير في البرد مَلْبَسكو

لا بدّ من الطلوع إلى بئرك في ... الليل وظلام النهار متضحٍ اً (١)

قال: فأخذ الجماعة في العجب مما اتفق فيهما من اضطراب النظم، واختلال القافية، وعدم الإعراب، ومخالفة أوضاع اللغة، وتناقض المعنى وفساده، والتخبيط في التاريخ ... (٢)

ثم مضى في الشرح فقال: قال الشارح عفا الله عنه: نبدأ أولاً بما في البيتين من اللغة، وثانياً بما فيهما من الإعراب، وثالثاً بما


(١) لعل الله كشف للصفدي طرفاً من مستقبل الأدب، فجعله يقرأ ما يُنشَر في أيامنا من الكلام على أنه شعر، والذي لا يختلف عن هذين البيتين اللذين أوردهما! هذا الشعر الذي تعب أخونا الأستاذ الفاضل أكرم زعيتر في وضع الأسماء له. وكثرة الأسماء ليست دائماً دليلاً على شرف المسمَّى، فالقط له أكثر من خمسين اسماً، ثم لم يكن إلا قطاً، ما صار نمراً ولا أسداً.
(٢) قلت: فكيف لو قرؤوا شعر الحداثة الذي تنشره الصحف على أنه هو الشعر لا ما رواه الرواة وأودعوه الكتب وملؤوا به الدواوين؟

<<  <   >  >>