إنّي تاركٌ اليومَ الأرضَ وما فيها وكاتبٌ عن السماء. لا أنقل ما في الكتب، وإن كان العلم والمعرفة يُطلَبان من الكتب أولاً، ولكني قائل شيئاً هو عند أكثر القراء جديد ربما يقرؤونه أول مرة، وهو عندي قديم، فأنا أشير إليه في كتبي المطبوعة ومقالاتي المنشورة وأحاديثي المسموعة من نصف قرن.
ولقد لخّصت الذي أكتبه اليوم في مقالة قصيرة نشرتها من نحو عشرين سنة أو قريباً منها في «الوعي الإسلامي» التي تصدر في الكويت (١)، طلبت فيها رأي العلماء، فعلّق عليها ناس أفاضل كان أظهرَهم الأستاذ الجليل الذي جمع الثقافتين: الثقافة الإسلامية العربية والثقافة الحديثة الغربية، هو الأستاذ محمد أحمد الغمراوي رحمة الله عليه، صاحب «النقد التحليلي في الرد على ما جاء به طه حسين في كتاب الشعر الجاهلي».
والذي أعادني إلى الكلام في هذا الموضوع مقالة قرأتها قبل
(١) في عددها الخامس والثلاثين الذي صدر في محرّم سنة ١٣٨٧ (نيسان ١٩٦٧) (مجاهد).