للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[لغة أضاعها أهلوها]

نشرت سنة ١٩٥٥

في اللغة الإنكليزية -كما قالوا- حروف تُكتَب ولا تُقرَأ، وحروف تُقرَأ وهي غير مكتوبة، وحروف تُقرَأ مرّة شيئاً ومرّة شيئاً آخر، ولا بد لكل طالب لهذه اللغة أن يتعلم كيف تُكتَب كل كلمة فيها ويتعلم كيف تُلفَظ. وهي -بعدُ- لغة سماعية، لا يطّرد فيها قياس ولا تُعرَف لها قاعدة. ثم إنها لغة ليس لها نَسَب ثابت ولا أصل معروف، وحاضرُها يلعن ماضيها ويومُها يسُبُّ أمسَها، ولا يفهم إنكليزي اليوم كلامَ بُلَغاء الإنكليز في عصر المَعَرّي والشريف الرّضِيّ فضلاً عن عصر امرئ القيس وزُهَير (١)،


(١) هذا الذي يقوله علي الطنطاوي هنا كلام علمي صحيح لا إنشاء مبالغة وتهويل، فعلماء اللغة يقسّمون تاريخ اللغة الإنكليزية إلى ثلاث طبقات: الإنكليزية القديمة، وامتدت بين عامَي ٥٠٠ و١١٠٠ للميلاد، والإنكليزية الوَسيطة بين عامَي ١١٠٠ و١٤٨٥، وبعدها بدأ عهد الإنكليزية الحديثة، وهي لغة لا علاقة لها بتلك القديمة إلا قليلاً، فتلك ذات أصول جرمانية وفيها تصريفات كثيرة، وهذه الحديثة حملت كثيراً من سمات اللغة الفرنسية بسبب التغلب السياسي للنورمنديين على إنكلترا خلال الحقبة الوسطى، وقد فقدت كل التصريفات القديمة التي كانت من خصائصها. والحقيقة=

<<  <   >  >>