(١) من عادة جدي رحمه الله أن يشير في حواشي كتبه إلى الكلمات التي تأتي في كتاباته مما يستعمله العوام في كلامهم وله أصل فصيح، تجدون ذلك في مواضع كثيرة من كتبه. وقد أشار إلى هذه الكلمة هنا على عادته، لكنه لم يضبطها بالشكل. وأنا أحرص حين أُعِدّ كتبه للنشر على ضبط كل غريب من اللفظ (كما قلت في مقدمة هذا الكتاب). ولم أجد اللمامة في المعاجم، فاجتهدت فضممت لامها وأنا على شيء من الشك، فأهل الشام يلفظونها بلام ساكنة، على عادتهم في ابتداء كلمات كثيرة بالتسكين، وهي لغة في بعض أحياء العرب مخالِفةٌ للفصيح، لأن العرب لا يبدؤون بساكن (ولا يقفون على متحرك كما تعلمون). وقد اجتهدتُ في ضَمّ اللام هنا لأن «فُعالة» صيغة شبه قياسية للبقية من الشيء، تقول «بُرادة» لما يزيد من بَرْد الحديد و «نُشارة» لما يفضل من نشر الخشب، ومثلهما «القُلامة» للظفر المقصوص و «القُمامة» لما يبقى من تنظيف البيت، ومثلها «الزُّبالة» و «النُّفاية» و «الحُثالة» ... هذا كله في كتب اللغة القديمة، وقد اعتمد عليه مَجْمَع اللغة العربية في مصر فأصدر في مؤتمره سنة ١٩٨٠ قراراً أقرّ فيه قياسية هذه الصيغة مطلقاً في أمثال هذه المواطن، فرجوت أن تكون كلمة «لُمامة» من هذا الباب (مجاهد).