وربما عجب ناسٌ من هذا السؤال ورأوا الأمر أوضح من أن يُستوضَح عنه وأهون من أن نشتغل بالكلام فيه. وأنا أسأل هؤلاء الإخوان: هل العربية بالنَّسَب أم باللسان؟
إذا كانت بالنسَب فماذا نكون نحن، وما لأكثرنا نسب في العرب؟ وما دام الناس لآدم، وآدم واحد جاء منه كثير وصار من أبنائه الشعوب والقبائل، وما دام لكل قبيلة وشعب أول (أي أب) تنتمي إليه وتبدأ منه، فمن هو أبو العرب الذي كان منه أولهم وإليه انتماؤهم، فمَن نَسَلَه هذا الأب كان عربياً، ومن سبقه أو جاء من غيره لم يكن من العرب؟
وإذا كانت باللسان وكان اللسان هو الميزان، فهل كان لسانُ الأقدمين من سكان اليمن ولسانُ عاد وثمود وطسم وجديس، لساناً عربياً؟ وهل صحيح ما يقولونه من أن العرب عارِبة ومُستعربة، وأن المستعربة هم أبناء إسماعيل ومنهم بنو هاشم رهط محمد صلى الله عليه وسلم؟