مدى كبرها خلق أخرى يعجز عن تخيل مدى صغرها؛ ففي الذرة التي لا تراها العين شبه هذه الفضاء، فيها قريب مما فيه من الأجرام الدقيقة التي تمشي على نظام قدّره رب العالمين، يدور بعضها من حول بعض، تتقارب وتتباعد وتختلف وتأتلف على قانون محكم وضعه رب العالمين. وفي الخلية الحية وما كشفوه فيها من المورِّثات التي تنقل بعض الطبائع والسّمات من الآباء إلى الأبناء آية أخرى.
وفي كل شيء له آية، ولكن الناس في غفلة عن ذكر الله:{وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأرْضُ جَميعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ والسّماواتُ مَطْوِيّاتٌ بِيَمينِه}، {فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ الله}.