[أطلعني على هذه الرسالة صديقي الشاعر الأديب السيد أحمد عُبَيد، أحد أصحاب المكتبة العربية العامرة بدمشق، فرأيتها رسالة عجيبة وتحفة أدبية غريبة، ورأيت فيها فناً من فنون الأدب العربي لا يعرفه الناس، ودليلاً على بُعد الغاية التي بلغها أدبنا، فأحببت أن أتحف بها قراء «الرسالة» فتكون لهم أفكوهة وللأدب خدمة، بتسجيل هذا الأثر الجميل من آثاره الضائعة.]
هذا الكتاب اسمه «اختراع الخُراع». والخُراع في اللغة شيء يصيب الدابة في ظهرها فتبرك فلا تستطيع القيام.
ومؤلفه هو صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي المتوفى سنة ٧٦٤هـ، أحد أئمة القلم والأدب في عصره، مولده سنة ٦٩٦. له نظم جيد وله مؤلَّفات جليلة، وولي في مصر والشام كتابة الإنشاء لملوكها؛ كتب عنه شيخه الذهبي ووصفه بأنه "الإمام العالم الأديب البليغ الأكمل، طلب العلم وشارك في الفضائل