[كان عمر بن الخطاب يقول: لا يزال الناس بخير ما عرفوا أمر جاهليتهم؛ لأن الذي اغتنى لا يدرك نعمة الغنى إلا إذا ذكر أيام الفقر، ومن شبع لا يعرف قدر نعمة الشّبَع إلا إنْ تَصوَّر حالة الجوع. ونحن الذين نستمتع اليوم -في هذه البلد- بالعزة والكرامة وعلوّ المنزلة بين الدول، ينبغي لنحمد الله على هذه النعمة أن نعرف كيف كنّا. وهذا قصة من الماضي القريب تصوّر لكم كيف كنا، أعرضها عليكم لتحمدوا الله على ما أنتم فيه.]
هذه حادثة وقعت في جدة في السادس من ذي القعدة سنة ١٢٧٤هـ، منذ مئة وثماني عشرة سنة، ترون فيها ما كنا فيه من الخضوع لدول الغرب ومن تسلط دول الغرب علينا، لتَعجبوا مما كنا فيه مع كبر الدولة العثمانية وسعة ملكها، ولتحمدوا الله على ما صرنا إليه من العزة والكرامة.
وخلاصة الحادثة أن تاجراً من تجار جدة اسمه صالح جوهر، كان له مركب في البحر قد رفع عليه لسبب من الأسباب الراية الإنكليزية، فخطر له يوماً فأنزلها ورفع مكانها الراية