قرأت في مذكرات صاحب السمو الملكي الأمير محمد علي التي طُبعت في مصر هذه السنة أنه كان يتولى رياسة لجنة حفظ الآثار العربية، فقررت اللجنة سنة ١٣٢٩هـ "إصلاح جامع عمرو وتجديده، اهتماماً به من جهة أنه أول مسجد أسس في الإسلام بمصر، وأنه مَشرق أنوار العلوم الإسلامية بمصر منذ القدم، ولئلا نعاب بقلة الاكتراث بمفاخرنا التاريخية".
واهتم بذلك الأجانب، وكتب إليه أساتذة كبار محبّذين ومشجّعين، وكاد يتم الأمر لولا أن أكثر الأعضاء المسلمين في اللجنة غابوا عن الجلسة التي عُيِّنت لإتمام المشروع، فصارت الأغلبية للأجانب.
قال الأمير: "فلما بدأت في تبادل الآراء مع الأعضاء في مسألة إصلاح الجامع قام هرتس باشا، مهندس الأوقاف إذ ذاك، وسألني: ماذا تعملون في حيطان سور الجامع؟ فقلت: حيث إن السور متهدم متخرب، وإنه جُدِّد مراراً ولم يبقَ له منظر جذاب، نريد أن نعمل سوراً جيداً فخماً يتناسب واسم الجامع. فأظهر أسفه